“ماذا ستروي اليوم؟“.
إذا اردنا اختصار دورك كـ ستوري بوردر بكلمتين فدورك هو (رواية القصة)
إنك بشكل أو آخر تتعمق في نصّك منذ أن تُمسك بالسيناريو محاولًا إجابة تحليله، مالهدف من القصة؟ بأي طريق سأسردها وهل يوجد بالنص ما استطيع أن استخرج منه Concept فعّال ؟
حينما ابدأ بالحديث عن الستوري بورد فأحب ءُأكد أن الستوري بورد الناجح لا يتطلب مستوى خارق من الرسم …. كما أن جودة الرسم في الستوري بورد لاتعكس بالضرورة جودة السرد فيه.
إذا كان رسمك بسيطًا ولكنك تنوي إخراج ستوري بورد كـ المحترفين، فأمامك عدة أمور لتضعها بعين الإعتبار أثناء عملك :
١/ المشاهد لن يُخمن
وضّح ماتريد أن نرى ونشعر، إذا أردتنا أن نفهم حقًا مثّل كل شيء، لاتحشر مشاعرًا متعددة في بانل واحد، عليك أن تُمهّد و تفصّل جيدًا فمثلًا تريد رسم فتاة خائفة من قطة … لا تكتفي برسمها مرعوبة والقطة أمامها
اقترح أن تجعل تسلسل المشاهد كالتالي:
١- لقطة للشخصية (بانل به الشخصية وهي تسير بأمان).
٢- لقطة لما تراه (القطة في البانل).
٣- لقطة لردة الفعل (بانل به الفتاة تصرخ).
*سنتحدث عن التمهيد والتفصيل بشكل مطوّل في تدوينة لاحقة*
٢/ ابدأ بالرسم بشكل مبسط .. حافظ على رسمك بسيطًا وسريعًا
لن تشعر بأهمية تلك النصيحة البسيطة حتى يُدركك “وقت التسليم“ وأنت لم تحصل على أفضل مايمكنك الحصول عليه … اجعل رسمك بسيطًا فذلك سيتيح لك تجريب العديد من الزوايا للمشهد الواحد واختيار الزاوية الأفضل، إن استهلكت وقتك في تحسين الرسم لإبهار الآخرين .. لن تجد وقتًا لإبهار نفسك. ركّز على التكوين + الكاميرا + تحقيق الهدف المرجو/الرسائل المهمة.
وعد لتنظيف رسمك لاحقًا إن سمح الوقت
٣/ استخدم قاعدة الأثلاث، ودع مساحة كافية لتتحرك الشخصية في المشهد.
لا تملئ كامل المشهد الشاشة فتخنق الحركة، دع مساحة لحدوث الآكشن مالم تكن اللقطة مقربة.
لاحظ مكان الشخصيات في الـ Layouts ، إذا كنت لاتعرف قاعدة الأثلاث، اقرأ عنها هنا.
٤/ تجنب الرسم المسطح ما أمكن
الرسم المسطح هو الرسم الخالي من المنظور، الخالي من العمق … الذي يُشعرك بأن كل شيء أمامك على مستوى واحد.
٥/ استخدم الخطوط والشبكات والتظليل
سهّل فهم تكوينك، دع الذين يعملون معك يعلمون مالذي تفكربه!
استخدم الخطوط والشبكات لتوضيح بعد وقرب الأشياء أبرز العمق وباين بين ألوان العناصر حسب بعدها.
من الامور التي ستزيد من إحساس العمق هو صفّ العناصر على مستويات، مستوى أمامي ملاصق للكاميرا، الأرضية القريبة، الخلفيات والعناصر البعيدة جدًا.
٦/ زوايا الكاميرا تُخبر بالكثير
نوّع في استخدامها، وتعلم دلالتها *إذا كنت لاتعرف أنواع اللقطات اقرأ عنها هنا * .. تغيير بسيط للكاميرا يغير مشاعر المُشاهد … من الدلالات مثلًا:
- المشاهد المقربة جدًا تعطي إحساسًا بالألفة أو العداء .. التعابير الدقيقة للشخصية، مايبرز شدّة العبارة المنطوقة.
- اللقطه العريضة عادةً ماتكون افتتاحية، بها تعطي نظرة واسعة على أجواء و بيئة الفيلم وغالبا ماتعطي شعورًا رائعا ومريحًا للعين كما أنها توضّح العلاقة بين الشخصية والبيئة المحيطة فتُستخدم اللقطات الطويلة لتجميد الموقف قليلًا، أو لإثارة إعجاب المشاهد.
- تسليط الكاميرا إما علوًا أو انخفاضًا يوضح تأثير الشخصية …. فتسليط الكاميرا من الأسفل يعطي احساسا بقوة الشخصية وضخامة تأثيرها على النفوس ، وعلى العكس من ذلك الكاميرا المرتفعة تعطي شعورًا بالضآلة والضعف وتخلق انطباعا ينم عن السلطة.
- الكاميرا المصوّبة نحو شخصيةٍ ما على مستوى النظر يجعل الشخصية متكافئة مع المشاهد ماقد يُشعره بأنه متساوٍ معها وربما يرى نفسه فيها.
أحب أن استخدم الكوميكس كمثال لأني أجد صنّاعه بارعين جدًا في استخدام الكاميرا وهي مصدر إلهام غني جدًا للتعلم منه.
إذا راعيت هذي الأمور وحطيتها ببالك، بمرور الوقت بيخرج معك ستوري بورد متقدم .. ولو بعد حين.
مع كل الحب – عايشة
ـــــــــــــــــــــــــــ
مصادر الصور:
ANIMOUSH 