يعتقد الكثير ممن يدخلون مجال الموشن جرافيك بإن مهارة الرَسم كافية ليُصمموا مشاهدًا احترافية
والأمر .. ليس صحيحًا تمامًا، فبالرغم من أنك ترسم شخصيات وبيئات إلا أنك تتعرض مُجبرًا إلى محتوى به شروحات وبيانات .. عناوين وأرقام .. وأحيانا صور حية وشعارات
كل ذلك يتطلب منك تطوير مهارات تصميم بحته، وليست البيانات وحدها التي تتطلب قواعدًا لإنجاحها، بل إن تصميم الخلفيات كذلك يتأثر ببعض مبادئ التصميم الأساسية .. والأمر لايتطلب الكثير من الجهد، بل إنك ستجد نفسك كفنان تُطبق الكثير من مبادئ التصميم دون دراستها
تحقق فقط من معرفتها، وابدأ بأخذها بعين الإعتبار أثناء رسم المشاهد .. سأتطرق اليوم لواحدة من هذة المبادئ :
[ الفراغات ]
بشرح بسيط، ألا تشعر بالراحة حينما تكون في مساحة واسعة ومفتوحة؟ يحدث الأمر نفسُه مع التصميم.
يخشى الكثير من مصممي الموشن المساحات الفارغة، ويملؤنها بعناصر عشوائية متناثره في الشاشة وإن كانت لا تضيف للمعنى أو الرسالة أي شيء … تجنبًا للفراغ المُزعج، لكن الحقيقة أن ذلك الفراغ هو ماتحتاجه بقدر ماتحتاج للملئ … مادُمت توازن النِسب.
إن المحترفين يعلمون ذلك جيدًا وهم يستخدمون الفراغ عن عمد لتوجيه إنتباهك إلى ماهو مهم في المشهد.
- الكثير من الفراغ كذلك لايعني نتائج رهيبة، إنها شعرة دقيقة بين الفراغ و الـ لاشيء.
لنرى ذلك على مثالين في الموشن جرافيك، أحدهما يراعي الفراغات في الرسم والآخر لا.
الأول: لـ رفاييل مياني، من محترفي الإلستريشن العالميين .. تأمل الفراغات في مشاهده، حتى في المشهد الذي تطلب خلفية كاملة (الوردي) .. كانت نسبة الفراغ موزنة، فلا تشعر بأن المشهد العام مُكدّس، ولا بأن الجزء المُمتلئ منه (الرفوف) متروسةً بالمنتجات … تأمل الفراغات بين المنتجات .. وطريقة تلوين بعض المنتجات بلون مماثل للخلفية ما أضاف شعورًا ذكيًا بعدم الإمتلاء.
تلك المساحات الصغيرة الفارغة هي مايُشعرك بأن التصميم متناغم، يندمج فيه الفراغ والملئ دون أن تشعر بالعشوائية أو الفراغ المُقلق…. تأمل بقية المشاهد والتقط توازن الملئ والفراغ … إنها نسبة متساوية في كامل المشاهد .. أي أن الفيديو النهائي سيكون مثاليًا لا محالة.

الثاني: لـ Casualradio Sui، تأمل كيف تبدو المشاهد مخنوقة بالتفاصيل!
لا استطيع أن اصفها بأقل من – مزعجة للعين –
سأكمل المقطع على مضض .. هذا إن أكملته 🙂

دع العناصر تتنفس … باللهِ لو تطلب الأمر اضافة نص لأحد المشاهد السابقة هل سيكون من الممكن اضافته؟ وإن أمكن هل ستكون قرآءة النص يسيرة؟ الجواب لا .. وذلك لعدم وجود مساحات فارغة ولأن الفنان استخدم كلّ الألوان فل يجد لونًا يظهر بوضوح فوق كل تلك العناصر ويكون مقروءًا بشكل جيد.
إن نصيحتي لك بسيطة وذات أثر، خطط للفراغ كما تخطط الملئ
كيف تطوّر من استخدامك للفراغ؟
يأتي ذلك من تعلم قواعد التكوين والتخطيط … وهي:
١. قاعدة الشبكة:
الشبكة هي تخطيط وتنظيم تقوم بعمله يدويًا باستخدام المساطر في برامج التصميم، يسهّل عليك الموازنة بين العناصر دون عناء التخمين .. بكسل يمين؟ بكسلين يسار؟
٢. قاعدة التلاعب بالحجم:
تخيل أنك تُعد مائدة عشاء لضيوفك وتريد إبراز الطبق الرئيسي، فإن أول ماستفعله هو وضعه في صحن اكبر بكثير من بقية الأصناف ….. ينجح نفس المفهوم في التصميم، فنقوم بتلبية حاجة العين لعناصر هادئة وعناصر مثيرة بالتلاعب بالأحجام .. نكبّر العنصر لنرفع الإهتمام به ونصغّره لنجعل منه هامشيًا
٣. قاعدة التوازن:
اختلاف العناصر لايعني عدم الموازنة بينها، قد توازن بين مساحة صورة وعنوان رئيسي
قد توازن بين عنصر واحد كبير .. والعشرات من العناصر الصغيرة
المهم هو أن تبقي التصميم متوازنًا.
٤. قاعدة الأثلاث:
إنها دليل أساسي وبسيط ….. عبارة عن شبكة تقسّم عملك إلى تسع مربعات، وعليك فقط أن تضع عناصرك الهامة بموازاة مع تقاطع الخطوط الطوليه والعرضية


٥. الأعداد الفردية:
عادة ماتكون الأعداد الفردية أكثر اثارةً للإهتمام، خصوصًا إن كانوا ثلاثة، سترتفع جاذبيتها، ولكن بالعموم .. إن كنت محتارًا بعدد العناصر في المشهد فاجعلها فردية، سواءًا رتبتها بشكل منظم أو عشوائي

تلك هي أبرز قواعد التكوين بالتصميم، فهمها سيسهّل عليك استخدام الفراغ بشكلٍ ايجابي في رسومك ومشاهدك المحتوية على البيانات والعناوين
ولسنا بحاجة أن نؤكد أن فهم القواعد يعطيك صلاحية خرقها مادُمت تحسن تطبيقها
تأمل الفراغ في المشاهد التالية، وتحقق من تطبيقها لقواعد التصميم

دُمتم بجمال – عايشة
مصادر الصور:
artworkabode.com
giantant.ca
cdgi.com