من وقت لآخر أحب أرجع لبعض أعمالي وَ أشوف هل تغير رأيي فيها ولا لازالت تلقى استحساني !
وكالعادة تنجو عدة أعمال وَ يسقط الأغلب في فخ (كان بالإمكان أن يكون أفضل مما كان).
فيه أعمال أحس بضيق لمجرد تذكرها وَ البعض أتحاشى تذكره والسبب الأخطاء الفادحة اللي ارتكبتها وَاللي لاقت استحسان الجميع وَصدقت وقتها بإنها كانت جيدة بينما بها الكثير من الإخفاقات في التركيب والألوان احيانًا.
بالتفكير في حالة (عدم الوعي) بـ سوء الأعمال أثناء إنجازها، والوعي (المؤلم) لاحقًا توصلت لأن الفرد أثناء رحلته الفنية يمر بحالة احب اسميها “البقعة العمياء“
هالبقعة تظل موجودة طالما إنت تجدد وَ تتطور اللهم كيف تقلص حجمها لحظيًا قدر الإمكان؟ مرحلة البقعة العمياء هيَ مرحلة الوقوع في الأخطاء دون الشعور حتى بأنها أخطاء، يعني لو يجيك أحد أفهم منك وتشاوره في عمل ويقولك (الألوان جدًا مضروبة وتعور العين) تكون إنت فعليًا ماتشوفها كذلك بل تشوف إنها ألوان بارزة ومميزة وَحيوية أيضًا وإنها كانت اختيار موفق بس وش فهمه هو عاد! الناس أذواق.
أحيانًا يشير زميلك أو مديرك إلى إن البنية الجسدية للشخصية اللي صممتها غير سليمة، العيون أكبر من المطلوب! الأكتاف عريضة جدًا! لكنك ماتقدر تشوفها أكثر من “ستايل خاص فيك“وتبدأ تستعرض أعمال مشاهير يستخدمون أسلوب المبالغة في تصميم الشخصيات وتقارن عملك بأعمالهم وتشوف إن هذا يبررلك تشتغل على كيفك.
لكن الحقيقة المرة إن مُبالغتهم كانت ملائمة ومجرد النظر لها يتضح إنها مبالغة مقبولة – أما عملك فهو مو أكثر من إعاقة أو خلل فعلي في تصميم الشخصية يقدر يميزة حتى الغير مُلم بالتخصص أو المهتم.
لككككككنك –غير مدرك– !
لأنك لازلت في بقعتك العمياء، اللي بعد ماتتجاوزها تبدأ تفهم الإنتقادات اللي كانت تجيك وَ أحيانًا بدون إنتقادات حتى، مجرد ماتخرج منها تكون قادر على تقييم نفسك وحتى إن ما أقريت أمام الجميع بإنهم كانوا على حق. إذا قدرت اوصل الفكرة، فالأكيد إن مرحلة (البقعة العمياء) راح ترافق جميع مستويات التعلم،لكن حجم هالبقعة يتفاوت وفي حالات يمكن نقدر نتعالى عليه.
السؤال الحقيقي: كيف أعرف إني عالق في هالمرحلة!
اطلب تقييم شخص أفهم منك– كافي جدًا شرط يكون صادق معك إذا شفت إن الانتقادات تمس أشياء أساسية في العمل، بنية مشهد، ألوان مشهد، تصميم شخصيات وكانت التعديلات كثيرة جدًا أو مؤثرة بحيث إنك لو عدلتها العمل راح يختلف أكثر من ٤٠٪ فالموضوع بحاجة إلى وقفة جادة منك يابُني، واجه الأمر.
شغلة مهمة إذا قررت تستمع لرأي الآخرين بأعمالك:
“توااااضع“
افترض إن الآخر على حق و استمع له –هل كل الإنتقادات مقبولة وغير مُجحفة؟ لأ مو كلها. لكنك الآن تحتاج تقيّم نفسك ونظرًا لأن الأشخاص عالأغلب راح يجاملونك مراعاة لمشاعرك أوربما يصدقونك بـ ثلاث ملاحظات ويخفون في أنفسهم سبعة. وإنت تبي العشرة كاملة فـ استمعلهم بإخلاص وَتواضع لاترفض ملاحظاتهم بحجة عدم تخصصهم وإنك أفهم منهم، صدقني حتى الشخص العادي يقدر يستشعر جمال وقبح الأعمال وأحيانًا مكامن الخلل بشكل دقيق.
اقبل الملاحظات جميعًا، لاتتحسس و تعتبر الموضوع شخصي جرب تعدلهم–غالبًا إذا كانوا محقين راح تنبهر بالنتيجة النهائية وَ ترتفع نسبة رضاك عن العمل.
كثير ما أسمع من الفريلانسرز عبارة رائجة (إن العمل بعد ملاحظات العميل أسوأ من العمل قبل ملاحظاته) وأشوف افتراض إن هالفكرة صائبة دائمًا يمنعك تحسّن أعمالك. داخل معمعة العمل “زومإن، زومآوت، بكسل يمين، بكسل يسار، حط كي فريم، الغي كي فريم” احرص إن تركيزك يتجاوز تفاصيل عملك.
لما تجي تطالع عمل اعطيته من قلبك واشتغلت على تفاصيله تفترض ان الآخرين يركزون في هالتفاصيل مثلك بينما هم لهم نظرة أخرى فاللي تشوفه إنت غير اللي يشوفه، على سبيل المثال إنت تشوف جمال التفاصيل وَتداخل الألوان بينما هو يقيم الصورة مجملًا.
هالشيء يخليه يدرك أشياء قدمَ تدركها أنت. مو تقليلًا في فهمك للصورة العامة لكن جرب بنفسك بعدما تنتهي من عمل تاخذ بريك عدة ساعات أو يوم وإرجع لهالعمل قبل تسليمه. راح تنتهي ومعك أشياء تستحق التعديل، أحيانًا نحب نسميها اللمسات النهائية وحنا فعليًا نتدارك وقتها الخلل الموجود في المشاهد أو الحركة ونوزنه الوزنة هذيك اللي ماقدرنا نلاحظها بالأمس.
وهذا المطلوب إنك تسمح لنفسك تعطي هذيك النظرة الأعم اللي تقيم العمل بشكل عادل بعيدًا عن تقييم الآخرين.
مجددًا كيف أقلل من حجم البقعة العمياء؟ –كأني توصلت لأن الحل في (الإطلاع)–. كل ما زاد اطلاعك كل ما تحسن تقييمك لأعمالك.
كل ماشفت أشياء صَح سهل عليك تصيد الأشياء الغلط، لذلك في زحمة الحياة والمشاغل احرص يكون عندك وَقتك السري اللي تجلس تتابع فيه الأعمال الترند في مجالك، وتتابع بشكل خاص المستوى اللي تطمح له “لأن مو دايم يكون ترند“. وَبكذا راح تقلص من بقعتك العمياء وتقلل من وقوعك في الأخطاء الواضحة اللي يخجل البعض من مصارحتكبها، أوأحيانًا يكونون أقل فهمًا من إنهم يعرفون أشياء أنت كمختص من واجبك تعرفها سلفًا.
كانت بخاطري مع كل الحب – عايشة.
أعتقد ان كلامك سليم مش بس على هادا النوع من العمل ع كتير من الامور اللي بتسير معانا
شكرا عايشة❤
إعجابإعجاب
الشكر لتواجدك الجميل ❤️
إعجابLiked by 1 person