يقولك،
لا تحكم على الكتاب من عنوانه
وأنا اقولك … واللهِ صعب تطبق هذي النصيحة، غالبًا نقرر شراء المنتج من عدمه في ثواني قليلة .. وصعب إني أتحقق من جوهر كل منتج يمر علي
يمكن يكون الموضوع سهل في كتاب أمامي أفر صفحاته قبل لا اشتريه … ماذا عن كيسة مكرونة؟ ماراح أسلقها وأحكم
أنا في سوق وأمام خيارات ومميزات متعددة، والبعض ماتقدر تآخذ قرار فيه إلا بعد التجربة، فأنا تقريبًا كمشتري أحمّلك ياتاجر تحفيزي لأخذ قرار الشراء من عدمه، بل وأحيانا اعرف عن منتجك وشركتك اكثر مما تظن، وكل هذا بسبب مُغلف منتجك .. ببساطة، قد يحفزني الغلاف لأخذ أو ترك المنتج.
أحيانًا يكون التصميم مسؤول عن شعوري بقيمة المنتج هل هو راقي؟ هل هو بلَدي؟ هل هو مستورد وغالي؟ هل هو مُقلد و نكهتة أي كلام؟
بالمناسبة، أذكر إني عملت في أحد الستوديوهات الإبداعية وجاتنا شركة تبيع بسكويت مَحلي معروف، وطلبوا تطوير للمغلفات تبع البسكويت … والمضحك في الأمر إنهم طلبو إن التصميم مايكون فاخر، ببساطة لأن الناس تميز الفاخر والغالي من شكله الخارجي … فكانو حابين يحافظون عالزبائن الحاليين اللي يعرفون إن البسكويت رخيص ومتوفر في أي بقالة. فحتى الإيحاء بقيمة المنتج مرتبط بشكل مباشر بمغلفه الخارجي.
عالم التعليب و التغليف
كيف نعرّف التعليب و التغليف؟
هو ببساطة ربط المغلّف بالمنتج الذي يحتويه، والألوان والصور التي يحملها، اضافة لمكونات ومميزات المنتج، وطريقة استخدامه بطريقة تجعله قابلًا للبيع والتسويق.
هدفه الأساسي هو الحفاظ على المنتج وحمايته من التلف أثناء شحنه ونقله وتخزينه .. إضافة إلى تمييزه في السوق عن غيره من المنافسين.
غرض الحماية يؤديه أي مُغلف ورقي/بلاستيكي/معدني .. لكن غرض البيع والتسويق والتواصل مع المستهلك واقناعة بشخصية المُنتج لا تتم إلا بـ إدخال الفن و التصميم إلى التعليب والتغليف.
التعليب والتغليف يبدأ بأشياء بسيطة مثل العلكة اللي بفمي أو كرتونة برقر همبرغيني وصولًا لكارتون الماك بوك وانتهاءًا بغسالة الملابس … كله يدخل
...
ماذا تستطيع أن تفعل كـ فنان في عالم المنتجات؟
واللهِ اشوف إن الرسامين أسهمو بشكل خرافي في خلق حياة في المنتجات، الرسوم والعناصر الإضافية المرتبطة بروح الهوية ….. تُجربك أحيانًا على تفحّص المنتج وتأمله حتى وإن مارغبت بشرآءه. امساكك للمنتج وتأمله هذي بحد ذاتها مكسب للمسوقين والبائعين .. مقابل عشرات المنتجات اللي تمر قدام عينك بدون ما تطل فيها حتى .. هي اليوم مجرد معاينة، يومًا ما قد تصبح فرصة شراء
لأن في عالم التسويق والبيع، الشراء لا يتم من المره الأولى اللي يُعرض فيها المنتج عادةً، لذا لا تستهن بتأثير جذبك ولفتك لإنتباه المستهلك وإن لم يشتري.
من أين يبدأ التعليب و التغليف؟
الأكيد إنه ما يبدأ من عندك كـ عمل فني، فالغاية الأولى هي تلبية الحاجات الرئيسية للمنتج،
فهناك تصميم لهيكل العبوة، طويلة/قصيرة، نحيفة/سميكة، مغلقة بإحكام/سهلة الفتح وغيره من مواصفات ترتبط بمعايير حفظ وسلامة وعرض المنتج وهناك تصميم خارجي يُطبع أو يُلصق على المنتج الجزء الفني بحت.
ليه أبغاك تفرق بينهم؟ لأن تصميم الهيكل أو المنتج نفسه يخضع لعلوم ومعايير كثيرة وهو عالم آخر ضخم ماهو بنطاق شغلك كفنان .. وبوريك أمثلة لتصميم هياكل المنتجات.
لابد إن هيكل المنتج يوفّي احتياجات المنتج نفسه فالسوائل تكون في أواني مُحكمة الإغلاق، الطازج يكون في أواني زجاجية مثلًا … الغطاء يَكشف استخدام المنتج من عدمه (مثل قوارير الماء)، سُمك المغلف يجب أن يكون ٣٠ ملم مثلا .. الكيس لايسمح بدخول الهواء، المنتج قابل للكسر، بحاجة إلى هيكل يحميه داخل الكرتونه (مثل كراتين العطور) وهكذا … هذه المواصفات ماراح تبتكرها
والخامات إذا ماكنت متخصص كذلك ماراح تختارها، راح تآخذ المعلومات الأساسية من المصنع وعليه تبدا تنفذ التصميم وكأن المواصفات المطلوبة هي مجرد موك أب تقولب شغلك عليه، فحديثنا إذا عن التصميم الخارجي.
المنتجات على رفوف المحلات بالآلاف .. وحتى مواقع البيع مثل أمازون أو التجزئية مثل علي بابا كلها تستدعي انتباهك، لذلك توكل المصانع هذي المهمة لمتخصصين يأخذون عنهم هذا العناء
وهنا يجي دورك وهو استيعاب إن (التصميم الناجح يخلق رغبة للشراء) – بليز لا تقولي الجوهر أهم هذا دور المصنع، نحنا دورنا نبيع ياباشا
...
طيب وش أحتاجك تفهم معاي؟
خذ الموضوع بجدية، ادرسه وفككه وحلل المنتجات الناجحة ليه هي ناجحه؟ النجاح عوامل متعدده لكنه مزيج متكامل وأحد عناصر هالمزيج هو الشكل الخارجي. لا تصمم بعشوائية
ركز عالعملية
[ يجب أن لا يطغى الجمال والفن على الحاجات الرئيسية ] ولا بينقلب فنك ضدك، لابد المعلومات اللي مخصصة للعميل مثل السعرات والمكونات تكون مقرؤة … صحيح مانعطيها حجم كبير يخرب الشكل ولكن مانصغرها بشكل يخلي قراءتها معاناة، لابد اسم المنتج يكون واضح و بارز .. كذلك أي معلومات رئيسية.
جميعنا أعينا تاخذ جولة عالمنتج في عدة ثواني … تذكر إن اسم المنتج يكون العنصر الأبرز .. إذا طاحت عيني على كلمة (قليل الدسم مثلاً) قبل اسم المنتج اكيد إن المصمم أخطأ في شيء ما، العين بطبيعتها تتنقل من العنصر الاكثر أهمية إلى الاقل أهمية … وهنا يجي دور اختيار اللون الأبرز والحجم الاكبر لإسم المنتج … واحرص على خلق التباين بين العنصر والخلفيات، وبين الكتابة والخلفيات اللي البعض يسلّك فيها علشان يعزز الجانب الجمالي، انتبه.
تذكر مجددًا انك تبيع لذلك المعلومات الأساسية و اسم المنتج راس مالك
هل تذكر منتجات منتهية عندك ماهان عليك ترميها من جمالها؟ يس. أحتاجك تفكر في هالمستوى من الإتقان والجمال، انك تخلق شيء يأخذ حيّز من اهتمام المستهلك وتقديره.
...
وش يقول منتجك؟
افترضنا الآن إنك اخذت المعلومات الأساسية للمنتج من المصنع، والآن انت مدرك بيكون منتجك في أي مادة؟ زجاج كرتون حديد خشب قماش .. إلى آخره. وعندك الأبعاد بالملي لكامل المنتج.
[ راح أتجاهل جزئية الإبتكار في الهيكل الأساسي للمُعلّب لأن هذي مفترض يتولاها مصمم المنتجات وليس مصمم الجرافكس/الرسام، واللي تتطلب خبرة في تجربة المستخدم وغيره لكني بفترض إن عندك صلاحية في التحكم بالمُغلف الخارجي وهيئته ] .
ضع نصبَ عينيك … التصميم الجيّد يعزز من نجاح تجربة العميل
طيّب! جا وقت التصميم، وصار لابد انك تجاوب على ثلاث أسئلة:
١. ماهو منتجك؟ ٢. لمين تبيع منتجك؟ ٣.كيف يشتري الناس منتجك؟
١/ ماهو منتجك؟
معرفتك للمنتج بتساعدك في أخذ قرارات عدة، أهمها كم بيكون نسبة ظهور المنتج؟ هل بيكون شفاف؟ مغلف بالكامل؟ هل هو طازج ويُفضل يكون شفاف؟ هل هو قابل للتأكسد ويُفضل يكون مُعتم وهكذا.
٢/ لمن تبيع منتجك؟
هل هو طفولي؟هل هو انثوي؟ هل هو للحيوانات؟ هل تبيع لمحدودي الدخل؟ لأصدقاء البيئة؟ للناس الهاي كلاس؟ لابد تعرف مين فئتك وتخلق شيء يلبي حاجاتهم.
٣/ كيف يشتري الناس منتجك؟
هل بيشترونها من رف؟ هل بتكون أونلاين؟ هل هو منتج مهيأ للشحن عبر البحار ومحتاج تحميه ولا منتج بيلمسه المستهلك ويقلّبه بيده؟
...
وضحت لك هالأمور، وبدأت تصمم خذ ببالك التالي
= افهم العبوة، وطبقاتها واجزائها الداخليه والخارجية.
= اختار نوع التغليف المناسب .. عندك خيارات رهيييبة، ومنها:
التصاميم المربعة، السداسية، الأكياس، الأنابيب الزجاجية، الشريط أو الليبل حول المنتج، الباكتات، علب القهوة، الأقمشة …. وكثيير غيرهم.
= أظهر هوية المنتج على المنتج. لا تشتغل على منتج وكأنه شيء مستقل وفريد من نوعه ولاهو مرتبط بروح العلامة التجارية … ادرسها، افهمها، شوف منتجاتهم الأخرى وافهم كيف يبدون؟ استخدم ألوان هويتك إذا كانت هناك ألوان مُحددة، راح يعزز من تواجد علامتك التجاريه بين المنتجات واطلب الملفات المفتوحة للشعارات لاتستخدم جودة متوسطة من شيء عن طريق النت.
= استحضر العواطف وادرس الإيحاءات اللي يعطيها المنتج وتخيّر الألوان بعناية، هل منتج ذكوري؟ وش الألوان اللي تعطي هالإيحاء؟ … هل منتجك انثوي؟ هل نقدر نضيف منحنيات في هيكل المغلف؟ وبناء عليها خذ قراراتك.
= كن مسؤول، لاتفكر في عرض رهيب لايمكن تنفيذه … اعرف المواد المتاحة في الطباعة، وش هي الأنواع المتاحة؟ سمك المُغلف؟ الخامات الإضافية، هل بيكون فيه UV هل بيكون Matt ؟ هل بيكون فيه حفر في المنتج؟ هل بيكون فيه قص وتفريغ؟ هل ميزانيات التفيذ تسمح بهذي التكاليف الاضافية؟ تحقق قدر الإمكان.
= حمّل الجذب الأولي الثقل الأكبر … المظهر العام والخارجي، باقي العبئ تأخذه التفاصيل والكتابات الجانبية اللي تخلق طمأنينة للمستهلك، عبارات تحسسك إن اختيارك كان موفق، مثل :
“عباره عن موس ناعم وَ خفيف مطهر بالأكسجين وَ الطحالب الخضراء يساعد على تقليص المسام وَ تفتيح البشره
غني بالفيتامينات وَ المعادن وَ البروتينات ، مناسب لمكافحة الشيخوخه وَ حبوب الشباب وَ البشرة الباهته وَ الجافه
وَ البشرة ذات المسامات الواسعه وَ اللتي تعاني من البثور وَ الرؤوس السوداء “
أوكيييه يسوي كل هذ؟ مثالي. دعنا نشتري حبتين منه
= تذكر استخدام الشعار بشكل واضح.
= استخدم الفيكتور في تصميمك لتجنب البكسلة في التصميم.
= استخدم خطوط الهوية، اعرف اسم الخط و الوزن المستخدم، وإن اردت استخدام خطوط حره، ناقش الأمر مع المسؤول عن البراند قايدلاين وهل الشيء هذا يلائهم ولا بيخلق شعور غريب؟
= غذّي بصرك بالمنتجات المميزة، محركات البحث مليئة بشكل مُرعب، كن مُلهما وألهم العالم.
أخيرًا .. والحديث عن هذا العالم لاينتهي لأنه بحر وااااسع، بستعرض لك بعض التصنيفات للتعليب والتغليف على سبيل الذكر لا الحصر … شيء زي توسيع الأفق.
...
مُغلفات القهوة:
مادري وش سرها؟ دائمًا أنيقة، حتى المنتجات المحلية عندنا تصاميمها خرآفية ومرتبة مثل خطوة جمل.
– اللي الهمني أبحث في مغلفات القهوة سنابات محمد العرفج بالأمس وهو يستعرض محصول وصله من IDME COFFEE والنتائج الظاهرة بالبحث : واااو!
معلبات الصودا:
عُلب الصودا مرتبطة عندي بالشخبطة عالجدران، مدري ليه! دائمًا تصاميمها رسومية وملونة وممتلئة.
كراتين الحليب:
أكثر ناس شدوني هم شرق آسيا في تصاميم عُلب الحليب، بعيدة عن نماذجنا المحليه اللي تجيك صورة مزرعة وبقرة حقيقية أو حليب مسكوب بشكل مباشر … تنوع وألوان مش معتادة.
زجاجات سوائل:
تأسرني عُلب المشروبات الزجاجية، العالم شغالين عليها شغل خرافي .. تحس إن اللي بيدك تُحفة.
القطرات التجميلية/الصحية:
حتى البساطة فنّ، المساحات صغيرة والبيانات لا بأس بها بالرغم من هذا وُظفت بشكل مثالي ومريح للعين.
معلبات اسطوانية:
يبدولي هالنوع من المعلبات حفظها جيّد، ألاحظها مع الشاي والشغلات العطرية. التصاميم خرافيييييية!
الصوابين الضغاطة:
ماتدري إذا التصميم محلي العبوّة ولا العبوّة محلية التصميم.
عُلب الآيسكريم:
الألوان لحالها تفتح الشهية.
مو بس الإسكريم المعلّب! الأناقة كلها في ..
مغلفات بسكويت الآيسكريم:
علب العسل:
وأخيرًا .. لا تنتهي التصنيفات، ولاينتهي السحر
إذا كنت مُصمم أو رسّام .. فالجال مفتوح أمامك تغيّر وتصنع من المنتج حكاية يقراها المُستهلك
- دُمت بحب – عايشة
مراجع:
packhelp.com
99designs.com
1 Comment